محمد العويس – يبرين
تعتبر مهنة المرشد السياحي من المهن الهامة التي تتطلب توافر الشروط في المرشد السياحي كي يتمكن من انجاز مهمته على أكمل وجه خصوصا مع السياح الذين يأتون من خارج المملكة ومن هذا المنطلق كانت لنا هذه الوقفة مع المواطن علي فهيد المري من سكان يبرين حاصل على دورات معتمدة ورخصة من الهيئة العليا للسياحة وهو موظف حكومي سخر جل وقته من أجل خدمة السياح على مختلف جنسياتهم بدأ حياته وحبه لصحراء الربع الخالي من سن الثامنة حفظ طرقاتها وأماكنها الجميلة ليصبح بذلك خبير صحراء الربع الخالي وقريبا سيتم اعتماده مرشدا سياحيا بعد أن وجد الدعم والتشجيع من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في المملكة العربية السعودية ليحدثنا عن بدايته ومعرفته في هذه الصحراء الكبيرة والوفود العالمية التي قادها كمرشد سياحي لهم وأبرز المواقف التي مرت به .
بداية
يقول المرى: ان حب الصحراء والإبل شيء جميل لا يمكن أن يمله أي إنسان لذلك حرصت على الخروج مع والدي في كل مكان من هذه الصحراء منذ أن كنت في سن الثامنة بل وأصغر من ذلك فأخذت أتعود على هذه الأماكن وأحفظها وحاولت أن أطور من معرفتي للمنطقة بشكل اكبر نظرا لحبي لعملية الاستكشاف والمعرفة سنة بعد سنة إلى أن حفظت جميع الأماكن والطرق المؤدية لها وهذه نعمة من الله تعالى فصحراء الربع الخالي بها من المعالم والآثار ما لم يعرفه الكثير ولذلك حرص الكثير من الإعلاميين والباحثين والمنقبين على التواجد في هذه الصحراء لإعداد التقارير والدراسات ليس على مستوى وفود المملكة فقط بل انهم يأتون من انحاء العالم ويختارون الربع الخالي لإعداد الدراسات .
تشجيع
ويضيف المرى ان كثيرا من الأهالي والأصدقاء شجعوني على ذلك فحرصت على الإكثار من الطلعات البرية منها الاستكشافية واعداد التقارير والمعلومات والمسافات وما تتميز به حتى يمكنني العودة لها مرة أخرى دون عناء .وكانت هناك تكليفات رسمية من الجهات الخاصة للخروج مع وفود كثيرة على مر السنوات الماضية وهي وفود عالمية وسياح جاءوا إلى المملكة للاستكشاف والدراسة وإعداد التقارير ومن هذه الوفود العالمية وفد ألماني إعلامي تابع لأحدى المجلات الألمانية كان يضم فرنسيا وأمريكيا وألمانيا وقد كانت هذه الرحلة في عام 2002 بدأنا منذ وصولهم إلى منطقة الرياض اتجهنا بعدها إلى عروق بني معارض في الربع الخالي ثم لشرورة ونجران وامتدت الرحلة ليبرين بضيافة مركز إمارة يبرين والأهالي ثم استكمال الرحلة للجنوب بئر الشلفاء والتي تمتاز بحلاوة الماء وعذوبته وتقع 200 كم جنوب شرق يبرين والاتجاه لبئر أم القراطيس ثم إلى بئر فيصل والذي سمي نسبة إلى الملك فيصل يرحمه الله ثم منطقة فارس وصولا لمحطة الحصان باتجاه شيبه مرورا بسلاح الحدود على الطريق الحدودي بخرخير استخدم فيها التصوير حيث كان الوفد يضم طائرات شراعية لعملية التصوير من الأعلى من أجل تقديم تقرير عن الربع الخالي وقد عبر الوفد عن ذهولهم الكبير مما شاهدوه خلال شهر كامل من هذه الرحلة خصوصا لصحراء الربع الخالي .الوفد الثاني وكان من بريطانيا وعددهم 11 فردا وهم متخصصون في دراسة نباتات الأرض وخرجت معهم كدليل ومرشد سياحي لهم لمنطقة الربع الخالي في عام 2003 بدأنا من الرياض ثم الاتجاه إلى محمية عروق بني معارض ثم التوجه لمركز ريداء ولوادي الدواسر وتم تصوير المنطقة واستمرت الرحلة عشرين يوما .الوفد الثالث كان لوفد خاص باحدى المجلات العالمية استمرت 25 يوما بدأت من الرياض ثم الاحساء حيث تم زيارة سلوى والبطحاء وشيبه وحدود خرخير-عمان والحدود اليمنية وكان الوفد يضم أمريكيين وفرنسيا .كذلك كانت هناك وفود تأتي من داخل المملكة وكذلك وفود خليجية وعربية خرجت معهم .
تميز
وبين المرى أن اهم ما يميز هذه الرحلات وعلى الرغم من طول مدتها التي تصل إلى الشهر هي الإصرار والعزيمة على التحدي والشجاعة منهم وتأدية المهمة التي جاءوا من اجلها وانجازها في الوقت المحدد لهم والتقيد بالمواعيد وعدم التفريط في الوقت فوقت العمل يكون عملا ووقت الاستراحة استراحة ولعل ما لفت نظري هو ان هؤلاء السياح يحرصون كل الحرص على معرفة كل شيء صغيرا وكبيرا ويسألون عن الشيء الذي لا يعرفونه بل انهم يجدون المتعة أثناء عملية التجول من مكان لآخر ويتشوقون لمعرفة كل مكان جديد خصوصا في صحراء الربع الخالي التي أبهرتهم برمالها الذهبية وعروقها الجميلة وما تشكله من مناظر جميلة وكذلك آبارها ومياهها العذبة التي شربوا منها ومبانيها وآثارها القديمة .وقد تعلمت أيضا منهم أشياء هامة من أهمها الإخلاص في العمل وتعلم بعض الكلمات الانجليزية وكلمات أخرى استفدت منها كما أنني حرصت على نقل عاداتنا وتقاليدنا المعروفة وحرصت كل الحرص أن أؤدي الصلاة في أوقاتها وهم يشاهدونني ولعل ما لفت نظري احترامهم الكبير للإسلام والمسلمين كما أنهم تعلموا مني إعداد القهوة العربية والأكلات الشعبية التي منها الرز وكيفية مسك الفنجان باليد اليمنى والأكل باليد اليمنى وعملية السلام والترحيب والكثير من عاداتنا .
أماكن
ويشير المرى إلى أن صحراء الربع الخالي تحظى بوجود العديد من الأماكن الجميلة والتي كانت شاهدا على تميزها وشهد بذلك لها عدد كبير من السياح الذين ابهروا من وجودها في هذه الصحراء ومنها محمية بني معارض ، الرملة ، القصور والبيوت الطينية القديمة في يبرين و الحفاير والراشدية ، بئر وبزه المعروف ، منطقة القعد وهي منطقة مرتفعة فوق الثانية تمتاز بالارتفاع ، النافورة وهو ماء يرتفع للأعلى بشكل نافورة وتم إغلاقها ، أم الحيش وهي مياه نابعة من الأرض سارت مشكلة بحيرات ، الوادي المتحجر وهو عبارة عن أشجار متحجرة والعديد من الأماكن الجميلة والتي منها الاصبعة والذي أكد احد الخبراء من المانيا أن الاصبعه هو عبارة عن قصر قديم متهدم يؤكد ما كانت تحظى به المنطقة من عصور قديمة لها تاريخها الكبير كما أن هناك القبور القديمة والأماكن الجميلة التي لفتت انتباه السياح .
جولات
ونوه المرى الى أنه قام بجولة وزيارات لكل مكان في المملكة العربية السعودية سواء أكان مع الزملاء أو حتى مع السياح أيضا فانا اعرف أيضا الأماكن جميعها في كل بقعة من وطننا الغالي شمالا وجنوبا وشرقا وغربا كما أنني قمت بجولات سياحية لدول عالمية وعربية وخليجية واعرف عنها الكثير .و تربطني علاقات قوية مع شخصيات معروفة وممن يهتمون بالسياحة ودائما ما تكون بيني وبينهم زيارات مستمرة ويكفيني فخرا تلك الاهداءات التي حصلت عليها من العديد ممن منحوني الثقة كوني احد أبناء هذا الوطن الغالي فحصلت على شهادات واهداءات كثيرة من جهات داخلية وخارجية .
برنامج
وكشف المرى أن أي رحلة نريد الخروج لها أول ما نقوم به وضع الجدول والخطة والمسار الذي سنسير عليه وبالتوقيت مع مراعاة الظروف وهذا هو الأهم ولابد من اختيار السيارات المناسبة للرحلة والتي تساعد على اختراق رمال صحراء الربع الخالي وتحملها وتوفر أكثر من سيارة كما انه من المهم توفير كل شيء خاص بالرحلة من مواد غذائية وماء والاهم من ذلك عملية الإبلاغ عن الرحلة لدى الجهات المختصة تحسبا لأي طارئ .و كل إنسان وكل رحاله يمرون بظروف صعبة وعقبات والاهم من ذلك عملية الإصرار والتحدي فمثلا رحلات الربع الخالي لاتخلو من المخاطر والمغامرة وقد مررت بمواقف كثيرة .أما بالنسبة للشعار فانا دائما اعلق على صدري شعارا يحمل عنوان لاتترك اثرا وقد طبقت هذا الأمر مع جميع الوفود الذين خرجت معهم وقد سعدوا بهذا الشيء وساعدوني على ذلك حيث أننا بمجرد ما ننتهي من المكان الذي أقمنا فيه نقوم بتنظيفه حتى لو كان في الصحراء.
ويتطلع المرى الى إعداد وتأليف كتيب عن جميع رحلاته التي قام بها مع السياح العالمية والعربية والخليجية كما أنني أفكر بعمل معرض خاص بي يحمل صورا لاماكن جميلة في الربع الخالي لان هناك الكثير ممن يتشوق لمعرفة سر هذه الصحراء الجميلة .