يبرين علي مدي العصور

إن لكلمة يبرين وقع مميز في السمع والدلالة فهي لفظة غريبة وتثير الشجون بل هي تعود بالفكر الى عصور سحيقة عندما كانت الأرض غير الأرض والناس غير الناس . كما أن يبرين مرتبطة بالبعد , البعد المكاني والزماني حتى كان المثل يضرب بها في البعد

قال جرير:

لما تذكرتُ بالـدَيرين أرّقني

صوتُ الدجاج وضرب بالنواقيس

فقلتُ للركب إذ جدَ الرحيل بـنـا

يا بُعدَ يبرين من باب الفـراديس

قال الحطيئة:

إنّ امرأً رهطه بالشام ومنزلـه

برمل يبرين جاراً شدّ ما اغتربا

هلاَّ التَمستْ لنا ‘ن كُنتِ صادقًة

مالاً فيسْكنَنا بالخَرج أو نشَبَـا

قال مالك بن الريب :

رأيت سنا نار بببرين أوقدت

ورَحلي بنيسابور يا بعد منظر
كما عرفت بكثرة التمور والنخل, قال بعض أَهل البادية للمخبّل السعدي

وسارت إِلى يبرين خَمْساً، فأَصْبَحَتْ

يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جدالها

قال أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها، وإِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابي: الجَدَالة فوق البَلَحة


من أقوال البلدانيين في التراث العربي


يبرين: قيل هو رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة،

وقال السكري: يبرين بأعلى بلاد بني سعد،

وفي كتاب نصر : يَبرين من أصقاع البحرين به منبران وهناك الرمل الموصوف بالكثرة بينه وبين الفلج ثلاث مراحل وبينه وبين الأحساء وهجر مرحلتان وهو فيما بينهما وبين مطلع سهيل.

البكري: يَبْرِين” ويقال: يبرون، على ما تقدم في غير ما موضع من الأسماء التي على هذا المثال، وهو رمل معروف في ديار بنى سعد من تميم. وقال أبو إسحاق الحربي. قد ذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “شفاعتي لأهل الكبائر من أمتى حتى حاء وحكم”: حيان باليمن، في آخر رمل يبرين. وهو على قوله من حد اليمن



وصف الهمداني ليبرين (القرن الرابع الهجري)

يبرين والخنّ موضع فيه نخل كثير لبني ودعة، و يبرين نخل وحصون وعيون جارية وغير جارية وسباخ،ووراء يبرين والخنّ رمل إلى عمان متصل لم يطأه أبو مالك، و محجة عُمان في هذا الرمل تأخذ على يبرين وعلى الخنّ.

وقال أيضا يبرين في شرقي اليمامة وهي على محجة عمان إلى مكة وكأنها أدخل في محاذاة اليمامة إلى الجنوب شيئاً وبينها وبين حضرموت العجم بلد واسع لا يقطع ومنظرها من اليمامة بين المشرق والجنوب وما بين يبرين وبين البحر الرّمال ولها طريق إلى اليمامة وإلى البحرين في رمل وهي أرض منقطعة بين الرمال وهي ذات نخل كثير من الصُّفري و البرني وذات زرع قليل و بها يثق كبار على هيئة بعض البهرة (؟)، وساكنها من لخوم العرب أي بطون العرب، ويقال طخوم مثل لحوم، ثم استخرجتها من أيديهم قشير ثم أخرجت القرامطة بني قشير عنها.



متى خربت يبرين؟

نقل الشيخ حمد الجاسر عن المسعودي في التنبيه والأشراف في الكلام عن غزوات أبي سعيد القرمطي قوله

(يبرين وهي من اليمامة على ثلاثة أيام وأباد (القرمطي)أهلها وكانت من أطيب بلاد الله وأكثرها أهلاً وعمائر ونخلاً وشجراً فلا أنيس بها اليوم انتهى)) قلت:اذا فلعل هذا يفسر بقايا الحصون والقصور الطينية فلم يذكر أي عمران في يبرين بعد هذا حتى ان انه يضرب بها المثل في الخراب كما قال ابن المقرب العيوني

رامت ذوو أمرنا إطفاء جمرتنا

فعندها ألحقوا الأحسا بيبرينا

قلت (ع.س): أما المقابر الركامية المنتشرة في يبرين فهي تعود لحضارات أقدم حيث كانت هناك بلدة مزدهرة معبراً لتجارة عمان الى بلاد الرافدين




من الأشعار في يبرين


بن المعلم العراقي

ما وقفةُ الحادي علـى يبـرينِ

وهو الخليُ من الظباء العـينِ

إلا ليمنحني جـوىً ويزيدنـي

مرضاً على مرضي ولا يبرينِ


أبي جليحة المعزاوي من مالك بن سلمة

على السدَرِ اللاتي جنوبيّ موثب

إذا هجّر الفتيانُ رجع سلامِ

قال الهجري موثب أحد جزعي يبرين والجزع الآخر الخن والقوس وهما أعظم من موثب




زيارات سابقة ليبرين

هذه نبذة عن من زار يبرين وكتب عنها حسب إطلاعي الشخصي:



Chessmann

عالم أحياء وعسكري بريطاني طلب من السلطان عبدالعزيز بن سعود (ذلك الوقت)السماح له بزيارة يبرين التي سمع عنها الكثير وكانت آماله عريضة بأن يكتشف آثار عظيمة أو نصوص مهمة. لكن عندما زارها في ربيع 1925 م تبخرت آماله لقلة الآثار الظاهرة وأصبحت نفسيته سيئة فصب غضبه على يبرين. ووصفه الجغرافي لم يكن جيدا وأكثر كتابه كان عن مطاردة الخفافيش و الجرابيع وغيرها من الكائنات الحية بحكم تخصصه. يقول تشيزمان انه عندما زار يبرين كان بها مجموعة من آل مرة قاطنين حولها في بيوت الشعر وأن السلطان بن سعود طلب منهم تلقيح النخل تشجيعاً لهم على الاستقرار لكن كانت أغلب النخيل مهملة والأرض جدباء بصورة عامة وعندما زار الواحة الجنوبية (الخن) كان الإحباط قد بلغ به كل مبلغ فقال:

((القسم الجنوبي من الواحة مهجور أكثر حتى من الشمال.وإذا كان القسم الشمالي يمكن أن يسمى الأرض التي تخلى عنها الله فإن البقية يمكن أن توصف بأنها الأرض التي لعنها الله!!))


<!--[if !supportLists]-->عبد الله فلبي

Philby



مر يبرين 1931 في طريقه للربع الخالي على ظهور الإبل ولم ير فيها الا عائلة واحدة أهدته كلباً سلوقيةً والطريف ان هذه السلقة المسكينة رافقته في قطع الربع الخالي بنجاح ثم تبعته الى وادي الدواسر فبيشة ثم مكة حيث ماتت هناك بعيداً عن الرملة!


<!--[if !supportLists]-->Barger

برقر

كان من ضمن فريق جيولوجي من شركة أرامكو عسكروا عدة أشهر في يبرين ربيع 1939 وكان القحط عاماً أيضا في تلك الفترة ووصفوا المنطقة بكثرة العواصف الرملية وقد سجل بعض تجاربه في كتاب OUT IN THE BLUE

تسلم خيو
الله يعطيك العافيه

تسلم الله يعطيك العافيه ماقصرت